عن مرض السلياك
تاريخ مرض السلياك
تشير المصادر المختلفة على عدم وجود رواية واحدة دقيقة عن تاريخ اكتشاف المرض؛ حيث ذكرت إحدى الروايات أنه تم التعرف على المرض في بداية القرن الأول من قِبَل الطبيب اليوناني آريتوس في تقرير كتبه بعنوان ” تحت تأثير السلياك”؛ أو كما يُطلق على المصطلح كُولِيَاك “ وهي كلمة يونانية تعني ( البطن أو المعدة )، كان إطلاق هذا المسمى نسبة إلى اضطرابات الجهاز الهضمي المزمنة أو كما رواها الطبيب آريتوس غضب المعدة من الطعام وإخراجة دون استفادة الجسم منه و على سياق هذا المسمى تم تسمية من يعاني من هذه الاضطرابات “بالسلياكي”..
تم وصف مرض السلياك عن طريق الطبيب العالم صامويل جي سنة ١٨٨٨م عندما لاحظ نسبة كبيرة من الأطفال الذين يعانون من إسهال مزمن، قام الطبيب صامويل باستبعاد عدة أطعمة بعدما استنتج أن العلاج قد يكون عن طريق الحمية الغذائية وأن بعض الأطعمة هي المسببه لهذا الاسهال ؛ إلى آنذاك لم يكن سبب مرض السلياك معروفاً حتى تمكن طبيب الأطفال الهولندي ويليام ديك عام ١٩٥٠ م من التعرف على العلاقة بين استهلاك الخبز والحبوب بتدهور الاسهال (وهو أكثر عرض شائع لدى مرضى السلياك)؛ حيث أنه ربط وجود بروتين نباتي يسمى “ جلوتين “ يشترك تواجد تركيبه في تلك الحبوب . حدثت هذه الملاحظة أثناء الحرب العالمية الثانية عندما عانى الناس من نقص في الخبز ومحاصيل الحبوب. فلقد تحسن العَرض عند المصابين بالاسهال بعد استبدال الخبز والحبوب مثل القمح والشعير بحبوب غير حقيقة كالكنوا، الحنطة السوداء والأرامنث، وهي حبوب بطبيعتها لا تحتوي على الجلوتين..
السلياك
السلياك أو ما يعرف بالداء البطني الزلاقي ؛ هو حالة مرضية مزمنة غير مُعدية، يعرّف بأنه:
مرض جيني – أي لا يحدث إلا بوجود جين الإصابة -، وراثي – ينتقل من الأباء إلى الأبناء – ، مناعي والتي يتعرض فيها الجسد إلى استجابة مناعية وإفراز أجسام مضادة ضد مادة الجلوتين ؛يُصيب المرض الجهاز الهضمي في الانسان و بالتحديد يصيب الأمعاء الدقيقة ينتج عنها تضرر والتهاب في أهداب أو كما يطلق عليها خملات الأمعاء الدقيقة ، هذه الخملات لها دور مهم جداً في جسم الانسان حيث أنها تعمل على امتصاص العناصر الغذائية مثل الفيتامينات والمعادن.
قد يصاب الإنسان بالسلياك في أي مرحلة عمرية من حياته ويصيب المرض الذكور والاناث، ولكن تزيد إحتمالية الإصابة عند الإناث؛ الأسباب المحفزة للمرض إلى وقتنا الحالي غير واضحة وليس بالضرورة كل شخص يحمل الجين تحدث لديه الإصابة به
أنواع السلياك
السلياك مرض واحد؛ لكن يمكن تقسيمه لتقسيمات تُسهِّل الفهم وتوضح سبب اختلاف الأعراض وإشكاليات التشخيص، وهي:
١– السلياك ظاهر الأعراض
تظهر فيه أعراض السلياك بشكل واضح وتكون نسبة الأجسام المضادة مرتفعة في الدم ويحدث ضرر و ضمور للخملات في الأمعاء الدقيقة..
٢– السلياك الصامت
لا تظهر عند المصابين به أعراض السلياك بشكل واضح وتغيب عند البعض أحياناً؛ ولكن نسبة الأجسام المضادة تكون مرتفعة في الدم ويحدث ضرر و ضمور للخملات في الأمعاء الدقيقة..
٣– السلياك الكامن
لاتظهر عند المصابين به أعراض السلياك ولا ضرر أو ضمور في خملات الأمعاء الدقيقة ؛ ولكن نسبة الأجسام المضادة تكون مرتفعة في الدم مع وجود خطر حدوث الضمور للخملات في أي وقت..
الاعراض
يتجاوز عدد أعراض السلياك إلى أكثر من ٢٠٠ عرض. وتختلف وتفاوت في حدتها من شخص إلى أخر.
تقسم الأعراض إلى نوعين وهي؛ أعراض متعلقة بالجهاز الهضمي و أعراض غير متعلقة بالجهاز الهضمي ومنها:
⁃ الإسهال المزمن غير معروف الأسباب، وهو الأكثر شيوعًا
⁃ التعب والإرهاق الغير مبرر و بصفة دائمة
⁃ نقص الوزن الغير مخطط له بدون أسباب معروفة
⁃ المشكلات المتكررة في الجهاز الهضمي : الغثيان، تقلصات و آلام في المعدة، القيء، الانتفاخات، الإمساك.
⁃ ظهور دهون مع البراز
⁃ قصر القامة الغير مرتبط بعامل وراثي
⁃ التهابات جلدية مصحوبة بحكة
⁃ آلام المفاصل والعظام
⁃ تورم في الوجه أو الحلق
* عند وجود هذه الأعراض ينبغي عدم إهمالها والمبادرة بالتشخيص لتفادي حدوث المضاعفات
المضاعفات “ قد تكون أيضاً مؤشرات للإصابة بالسلياك عند غير المشخصين بالإصابة “
⁃ سوء امتصاص الفيتامينات والمعادن
⁃ فقر الدم
⁃ هشاشة العظام
⁃ حساسية اللاكتوز
⁃ تأخر الإنجاب أو الإجهاض المتكرر
⁃ مشاكل عصبية و/أو نفسية
⁃ أورام في الجهاز الهضمي
⁃ اضطراب هرمون الغدة الدرقية
⁃ أمراض الكبد
⁃ أمراض الكلى
الفئات الأكثر عرضة للإصابة – بحاجة للتشخيص عن المرض
⁃ أقارب من الدرجة الأولى
⁃ السكري النوع الأول
⁃ متلازمة القولون العصبي
⁃ متلازمة داون
⁃ متلازمة تيرنر
⁃ التصلب اللويحي
⁃ اضطراب هرمون الغدة الدرقية المناعي
⁃ مرض كرونز
التشخيص:
تبدأ عملية التشخيص غالباً بتحليل الدم للأجسام المضادة -يفضل عمل التشخيص قبل البدء بالحمية العلاجية- ، إذا كانت نتائج تحليل الدم موجبة ومرتفعة يتم عمل منظار للأمعاء الدقيقة وذلك أخذ خزعة (عينة) أو مسحه من الأمعاء الدقيقة ليتم فحصها والبحث عن ضمور خملات الأمعاء، إذا كانت خملات الأمعاء مصابة بالضمور يتم تأكيد إصابة الشخص بالسلياك. الطبيب المعالج هو المسؤول عن التشخيص.
تحاليل الأجسام المضادة عديدة ومنها :
- Total serum IgA
- ttg (anti-tissuetransglutaminase)-IgA
- EMA (anti-endomysial antibodies)-IgA
وهي اختبارات فحصية أولية، تُستخدم قبل اللجوء إلى المنظار المعوي (الخزعة المعوية). تستخدم أيضاً لمتابعة استجابة الأمعاء للحمية الخالية من الجلوتين بعد تأكيد التشخيص.
- الخزعة المعوية: وهي إزالة جزء ضئيل من بطانة الأمعاء الدقيقة للفحص المجهري. لا يستخدم للفحص المبدئي ولكن تعتبر الطريقة الوحيدة المثبتة والدقيقة لتشخيص مرض السلياك .
ما قبل التشخيص
ينصح المريض غير المشخص بعد، بتناول الجلوتين كعادته دون اتباع حمية خالية من الجلوتين، وذلك عند الخضوع لتحاليل الدم؛ لتجنب التأثير على دقة ونتائج التحاليل
ما قبل التشخيص
ما خلق الله من داء إلا وجعل له دواء ، علاج مرض السلياك الحالي هو التزام دائم وصارم بحمية خالية من الجلوتين مدى الحياة. وذلك بإزالة جميع مصادر ومشتقات القمح والشعير والشوفان من النظام الغذائي واستبدالها بأطعمة خالية من الجلوتين، و مازالت الأبحاث قائمة في هذا المجال للبحث عن علاجات أخرى..
النسبة العالمية المسموحة للمصابين بالسلياك لتناول الجلوتين خلال اليوم هي نسبة ضئيلة جداً لا تكاد تُذكر وقد يتحسس البعض ويتأذى كثيراً منها وهي أقل من ٢٠ جزء من المليون ..
ما قبل التشخيص
هو بروتين نباتي يتكون من مزيج لمادتي جلوتنين وجليادين، يتواجد بصورة طبيعية في القمح، والشعير والجاودار أو الشليم و الشوفان ومشتقاتها ويتأذى منه المصاب بالسلياك لعدم تعرف الجسم عليه؛ حيث أنه يصعب جداً التعايش بدونه لأنه يعمل كمادة مثخنة و يدخل كثيراً في صناعة الأطعمة؛ لأنه يساعدها على اكتساب الشكل المناسب والتماسك كالغراء. وقد يوجد في بعض منتجات الشعر والجلد، ومستحضرات التجميل، و معاجين الأسنان وبعض الأدوية والمكملات الغذائية، والصلصال ورمل الأطفال المستخدم للعب؛ حيث أنه قد يتعرض المصاب لتناولها بشكل غير مباشر ووصولها إلى الأمعاء الدقيقة فينتج عنها الضرر.
الحمية الخالية من الجلوتين
ينبغي قراء الملصق الغذائي “ المعلومات الغذائية ” الموجود خلف كل منتج غذائي من الأطعمة وبشكل دائم عند التسوق قبل الشراء للتأكد من خلو المنتجات من مصادر الجلوتين ، والتواصل مع الشركة المنتجة عند صعوبة وعدم وضوح المحتويات..
بعض الشركات تسهل على المصاب الشراء وذلك بإبراز معلومات التحسس بلون واضح أو ختم “ خالي من الجلوتين “ على المنتج ..
الأطعمة الخالية من الجلوتين ينبغي عدم تعرضها للجلوتين في جميع مراحل تكوينها وتصنيعها “من الإنبات وحتى تصل إلى مائدة المصاب”
قائمة لمكونات الغذاء المحتوية على الجلوتين “ ينبغي تجنبها “
o القمح وجميع مشتقاته
o الجاودار (شيلم) وجميع مشتقاته
o الشعير وجميع مشتقاته
o حنطة القمح –الحنطة البيضاء-
o النخالة
o الشوفان
o جوامد الحليب المشتقة من الشعير
o خبز البر
o طحين البر
o خل الشعير
o السميد
o الجريش
o المكرونة
o الشعيرية
o البرغل
قائمة لمكونات الغذاء المحتوية على الجلوتين “ ينبغي تجنبها “
o الألوان الصناعية
o المنكهات الصناعية
o التوابل
o الشوفان
o بيكنغ باودر
o محلول النشاء المعدل
o محلول بروتين الخضار
o الأجبان الجاهزة
o اللحوم المصنعة (كالنقانق)
o جلومات أحادية الصوديوم (الماجي الأبيض)
o المكسرات المحمصة
o مكعبات البهارات المصنعة
o الشوربات الجاهزة
قائمة بالحبوب والأطعمة المسموحة
o الأرز
o الذرة الحمراء
o الأمارانث
o الكينوا
o الجزر اليماني
o الكاسافا
o الحنطة السوداء
o بذور الكتان
o الفول
o الذرة الصفراء
o العدس
o القطيفة
o الدخن
أطعمة بطبيعتها خالية من الجلوتين (دون إضافات) مسموحة
o الفواكه والخضروات الطازجة
o الدجاج واللحوم و الأسماك الطازجة
o منتجات الألبان الطازجة
قد يتواجد الجلوتين في بعض الأطعمة على شكل مواد مضافة لتعزيز النكهة أو تثخين المنتج أو تدخل في صنع الصلصات ولها رموز تبدأ بالحرف الانجليزي E إشارة إلى الكود بالتصنيف الأوروبي وهي كالتالي:
✓ E620,E622,E623,E624,E625
✓ E621
✓ E636,E637
✓ 1451-1400
التلوث بالجلوتين
قد يحدث التلوث بصورة تلقائية ودون قصد– ينبغي الحذر منه– لأنه يجعل الطعام ممنوع للمصاب، ومن صوره:
- لمس الخبز أو أي طعام يحتوي على الجلوتين ثم لمس طعام مريض السلياك، فينقل التلوث بالجلوتين معه.
- تطاير فتات الخبز أو غبار القمح على طعام مريض السلياك ومن ثم تناوله عن طريق الخطأ.
- الاستخدام المشترك للأفران والميكرويف.
- استخدام نفس زجاجات المياة بين المصاب وغير المصاب خصوصا عند عدم نظافة الفم بعد الوجبة.
- استخدام نفس الزيت لقلي الطعام المحتوي على جلوتين والخالي من الجلوتين.
- دهن الخبز الخالي من الجلوتين بالجبن المحتوي على فتات خبز القمح عند المشاركة في الاستخدام.
- إزالة أسياخ المشويات بالخبز لوضعها في الطبق.
- وضع المكرونة والقرصان أعلى الأرز في الولائم.
يجب عدم مشاركة بعض أدوات المطبخ مع مريض السلياك عند استخدام منتجات تحتوي الجلوتين؛ نظرا
لكونها قادرة على الاحتفاظ بالجلوتين حتى بعد غسلها جيداً. ومنها:
⁃ الملاعق والأدوات الخشبية
⁃ الملاعق والأدوات البلاستيكية
⁃ لوح التقطيع
⁃ الأواني المعرضة للتشققات مثل المقلاة أو الطواجن
⁃ المصفاة
⁃ ملاعق السليكون
⁃ حماصة الخبز التوست
⁃ إسفنجة الغسيل
⁃ الخفاقة اليدوية
⁃ طاحونة القهوة
⁃ علب البهارات متعددة الاستخدام
ماذا يفعل المصاب عند تناول الجلوتين بالخطأ؟
✓ أخذ كفاية من الراحة
✓ شرب كميات كبيرة من المياه لتعويض السوائل المفقودة وتسهيل عملية اإلخراج
✓ تناول الزبادي أو شرب اللبن المعزز بالخمائر
✓ المشي وممارسة الرياضة لتحسين الحالة المزاجية
✓ زيارة الطبيب عند الحاجة
رسالة إلى كل مصاب
▪ اصبر واحمد الله دائماً وتذكر النعم التي وهبها الله إياك
▪ ثقف نفسك عن المرض والحمية وكن على إطلاع بكل جديد باستمرار
▪ ثقف من حولك .. عائلتك .. أصحابك .. المجتمع عن المرض والحمية ليسهل عليك التأقلم والتعايش مع المرض
▪ تجنب السلبيين و عزز ثقتك بنفسك بمجالسة الإيجابيين
▪ إشترك بمجموعات وجمعيات داعمة ومعينة
▪ لا تهمل العلاج بمجرد الشعور بالتحسن وزوال الأعراض
▪ مارس حياتك .. سافر .. تعلم .. انجز
▪ السلياك ليس عائق.. السلياك تميز .. السلياك نمط حياة